شهدت مناطق شمال وشرق سوريا اليوم، 8 كانون الثاني، مسيرة جماهيرية واسعة شارك فيها الآلاف من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، بما في ذلك أهالي الرقة وريفها ومهجري عفرين والشهباء، احتجاجًا على الهجمات التركية المستمرة على سد تشرين الحيوي. وانطلقت المسيرة من مدينة الرقة باتجاه السد، بمشاركة مؤسسات مدنية عديدة، للمطالبة بوقف الهجمات العسكرية الممنهجة التي تهدد مستقبل المنطقة وتعرض حياة مئات الآلاف للخطر.
سد تشرين، الذي يُعد منشأة حيوية لتأمين المياه والكهرباء لمناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، تعرض مؤخرًا لضربات جوية ومدفعية تركية متكررة، مما أدى إلى تعطيله بشكل كامل. ومع استمرار هذه الهجمات، بات السد مهددًا بالانهيار، الأمر الذي قد يفضي إلى كارثة إنسانية كبرى تشمل غرق مئات القرى والأراضي الزراعية، وانقطاع التيار الكهربائي، إلى جانب تداعيات كارثية أخرى.
في مشهد مأساوي، استهدف القصف التركي العنيف اليوم قافلة المدنيين العزّل خلال مسيرتهم السلمية باتجاه السد، ما أسفر عن استشهاد 5 مدنيين وإصابة 15 آخرين بجراح، وفق حصيلة أولية. وتم إسعاف الجرحى إلى المشافي المحلية، فيما أصر المئات من الأهالي على مواصلة المسير نحو السد تعبيرًا عن غضبهم وإصرارهم على حماية المنشآت الحيوية.
وفي بيان رسمي، أدان المجلس التنفيذي لمقاطعة الرقة بشدة هذه الهجمات ووصفها بـ”العدوان السافر” على المدنيين والمنشآت الحيوية. كما استنكر غياب المواقف الدولية الرادعة للتصعيد التركي، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات التي تنتهك القوانين الدولية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
يأتي هذا التصعيد في ظل تنامي الدعوات المحلية والإقليمية لضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لحماية البنية التحتية الحيوية وضمان سلامة المدنيين، وسط تحذيرات من أن استمرار هذه الهجمات سيؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.