في ختام فعاليات ملتقى الوحدة الوطنية للعشائر والمكونات السورية المقام في مقاطعة الحسكة، ألقى شيوخ ووجهاء العشائر والمكونات السورية المشاركة، بياناً إلى الرأي العام، جاء فيه:
نحن أبناء العشائر والمكوّنات السورية، عقدنا اليوم في الـ 25 من شهر أيار، الملتقى الثاني تحت شعار (حوار _ أمـ.ـان _ بناء _ من أجل سوريا موحّدة لا مركزية) في مدينة الحسكة، بظل ظروف حساسة وبالغة الأهمية تعـ.ـصفُ بالمنطقة السورية، حيث نواجه تحديات كبيرة تهددُ كيان الدولة السورية وجغرافيتها ولُحمتها الوطنية وتنوعها التاريخي الأصيل.
وليس بخافٍ على أحد إنّ ما قدمته مكوّنات شمال وشرق سوريا، من تضحياتٍ عِظام ودماءٍ زكيّة لخيرة أبنائها وبناتها في مواجهة أعتى أنواع الإرهـ.ـاب الدولي والعـ.ـدوان التـ.ـركي دفاعاً عن العرض والأرض، لتحافظ على نسيجها الوطني والاجتماعي والسلم الأهلي، من خلال إعلانهم عن الإدارة الذاتية الديمقراطية بإرادتهم الحرّة والواعية، وعلى مبدأ الوحدة أساس التنوع، كانت للمرأة الحرة الدور الطليعي والفعال في الإعلان عنها وبناء هياكلها، كمكتسب وطـ.ـني ديمقراطي يملي علينا واجبنا الأخلاقي صونها والذود عنها وتطويرها وتعزيزها من خلال عقدها الاجتماعي، الذي رسم مبادئ الإدارة الذاتية وإرادتها الحقيقية في تسيير أمورها ووضعها في المنحى الإداري والقانوني الصحيح، مؤكّدةً حمايتها لمبادئ حقوق الإنسان والتزامها للشرعنةِ الدولية ورسم مستقبل أبنائها.
وهنا لا بدّ أنْ نشيرَ بأنّنا مقبلون على استحقاقات انتخابية، وعليه نُهيب بكافة مكوّنات شمال وشرق سوريا المشاركة الفعّالة في الترشُح والانتخاب، واختيار الأكفأ والأجدر والأنسب خدمةً للإدارة الذاتية ومكوّناتها المجتمعية.
ولا بدّ لنا من هذا المكان أن نُشيد بالدور البطولي لقـ.ـوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقـ.ـوى الأمـ.ـن الداخلي (الأسايش)، واللذان يضمُّان في صفوفهما أبناء كل المكوّنات والشرائح المجتمعية السورية في دحـ.ـرهم للإرهـ.ـاب الدولي وبمؤازرة من التحـ.ـالف الدولي جغرافياً وعسـ.ـكرياً.
ونؤكّد هنا أنّ الإرهـ.ـاب الدولي كمنـ.ـظومة فكرية وسيـ.ـاسية وعسـ.ـكرية لم ينتهِ بعد، وأنّ ترك د1عـ.ــ.ـش وإرثها المتمثل في الخـ.ـلايا النائـ.ـمة والنشِطة يومياً، والآلاف من أخـ.ـطر المقـ.ـاتلين ومثلهم من العوائل في مراكز التـ.ـوقيف والمخيمات، ناهيكم عن البيئات الخصبة التي يعيد فيها التـ.ـنـ.ـظـ.ـيم نفسه، ما زالت تشكّل خـ.ـطراً جديّاً وحقيقياً على المنطقة والعالم، وتُعرقل الجهود الرامية لإيجاد حلول للأزمـ.ـة السورية.
وعليه وإذ نُعيد التأكيد مرةً أخرى أننا لا نستطيع القول بأننا قضينا على منـ.ـظومة الإرهــ.ـ.ـاب الدولية، إلّا عبر البحث الجاد تشترك فيه الإدارة الذاتية مع المجتمع الدولي، للبحث عن حلولٍ جذريّةٍ شاملة ومتكاملة، وتفعيلِ المسار القضائي إنصافاً لحقوق ذوي الضحايا وإحقاقاً للعدالة المجتمعية والدولية.
وإذ نؤكد ومن هذا المحفل، أنَّ الاحتلال يبقى عقبةً أساسية ورئيسية أمام أي محاولات ومشاريع الحلّ السوري السوري، بل يزيد في تأزّم المُعضلة السورية عبر ممارسته لسياساتٍ ممنهجة، لا سيما التهجير القسـ.ـري الهادف إلى التغيير الديمغرافي للمناطق المحتلة، والممارسات اليومية والأفعال الجـ.ـرمية، والتي ترتقي معظمها إلى جـ.ـرائـ.ـم حـ.ـرب ضدّ الإنسانية وفقاً لتقارير حقوقية دولية، فلا بدّ من إنهاء هذا الاحـ.ـتلال بأيّ شكل من الأشكال، ومعالجة آثاره في العودة الآمنة والطوعية وبضمانات دوليّة وشُرعنة حقوق الإنسان.
وإذ نُشيد ومن هذا المُلتقى بدور أبناء العشائر والمكوّنات السوريّة الذين أثبتوا للجميع بأنّهم القوة الحقيقية والفاعلة والقادرة على تعزيز السلم الأهلي وصون إخوة الشعوب ووحدة المصير، فهم القادرون عبر تآلفهم وتعاضدهم وتكاتفهم واتفاقهم على إيجاد عوامل ومقومات الحل السوري الشامل وترسيخ السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة.
ونحنُ ومن هذا المنبر السوري وبكلّ أطيافه ومكوّناته وإدراكاً منّا بالمسؤولية المشتركة الملقاة على عاتقنا لحلّ الأزمـ.ـة السورية، فإننا ندعو جميع السوريين على نبذ العنـ.ـف والتـ.ـطرف والنـ.ـزاعات الداخلية بين أبناء الوطن السوري الواحد حِفاظاً على اللُحمة الوطنية وخلقِ بيئات ومناخات آمنة وفاعلة للجلوس حول طاولة الحوار السوري السوري، وعقدِ مُلتقً وطنيٍّ جامع نضعُ فيه المصلحة السورية العُليا وقضايانا الوطنية فوق كلّ اعتبار، وعليه نرى أنَّ هذا الدور منوط بمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) كإطار سيـ.ـاسي واجتماعي جامع يضم أحـ.ـزاباً وكيانات اجتماعية وإثنية وشخصيات وازنة تستطيع أن تكون مظلة سورية وطنية جامعة.
وهنا لابدّ لنا أن نشدّد مرةً أخرى إلى عدم الانجرار إلى السيـ.ـاسات المعـ.ـادية الرامية على خلق الفـ.ـتن والقلاقل وضـ.ـرب حالة الاستقرار والأمـ.ـان الذي نعيشه في ظلّ مكتسباتنا الوطنية السورية، والذي نعتبرها قاعدةً وأساساً يمكن تطويرها والبناء عليها، والنهوض بسوريا من أزمتها وانتشالها من بـ.ـراثن المتراهنين على تقسيمها وتفتيتها إلى كيانات متـ.ـضـ.ـاربة ومتحـ.ـاربة لا تخدم مصلحة السوريين ومستقبلهم.
ومن هذا المحفل الجامع ندعو الدول العربية وعلى رأسها الجامعة العربية إلى لعب دورها في سياقات الحل السوري السوري، وكذلك الاتحاد الأوربي، والمؤسسات الدولية والأممية لإيلاء الاهتمام وإعطاء الدور للقـ.ـوى الوطنية الحقيقية والفاعلة على الأرض من أبناء الطيف السوري.
اليوم وفي هذا المحفل اجتمعنا لنؤكد على بعض المخرجات الوطنية والداخلية أهمها:
• يدنا ممدودة للسلام وعقولنا مفتوحة للحوار، نسعى من خلاله إلى بناء علاقات حسن جوار مع شعوب المنطقة ودولها.
• د.م السوري على السوري حـ.ـرام فنحن طلاب حوار وأمان وبناء.
• نبذ الإرهـ.ـاب ومحـ.ـاربته، ورفض التمييز على أساس قـ.ـومـ.ـي وديـ.ـني وجـ.ـنسوي.
• الإيمان بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المواطن.
• سوريا دولة موحدة لا مركزية تتسع لجميع السوريين بكل مكوناتهم وأطيافهم.
• العمل على إصدار عفو يشمل من لم تتلـ.ـطخ يده بالد.م السوري، ومن ثبت تأهيله وإصلاحه ليعود ويندمج في إطار مجتمعه.
• تطوير وتوفير الخدمات الحياتية اليومية وفقاً للإمكانيات المتوفرة والاحتياجات المطلوبة.
• إيلاء الأهمية بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية والقطاعات الأخرى الهامة.
• إعادة النظر في موضوع النزوح الداخلي سواءً في المخيمات أو التجمعات المضيفة، لمن لديهم الرغبة في العودة الطوعية إلى مكان سكنهم الأصلي.
• مكـ.ـافحة المخـ.ـدرات بكافة السبل والوسائل الممكنة، لما له من مخـ.ـاطر على مستقبل الشعب السوري.