بيان إلى الرأي العام
25 تشرين الثاني اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء يُشكل مناسبة دائمة للوقوف على معاناة المرأة من مختلف أشكال العنف الجسدي والنفسي والمعنوي، وفرصة لحثِّ المسؤولين بمختلف مستوياتهم على اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الكفيلة بالاستئصال النهائي لظاهرة العنف ضد المرأة، فالمرأة ما زالت تُشكِّل الضحيَّة الأضعف لانتهاكات حقوق الإنسان، إن كان هذا على المستوى العالمي أو الوطني.
يحلُّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة على النساء السوريات في ظلّ ظروف بالغة الصعوبة، إذ يُمارَس العنف ضد المرأة منذ اللحظة الأولى للولادة، تحت تأثير الأعراف والتقاليد والثقافة السائدة، مروراً بالنظرة النمطية تِجاهها في المناهج التعليمية والقوانين السائدة، إضافةً إلى الضغوط الاقتصادية والفقر والبطالة، وتتزايد قساوة تلك العوامل مع الحروب الدموية الكارثية التي نعيشها في سوريا منذ عام 2011 والتي عصفت بمجمل منظومة حقوق الانسان، والتي تأخذ شكلها الأكثر بشاعة في المناطق المحتلة بسبب الممارسات الإجرامية للاحتلال التركي والفصائل المرتزقة.
ومع تزايد حجم التدمير والخراب، وتزايد أعداد اللاجئين والفارِّين والنازحين والمنكوبين، وتزايد الاعتِداءات وتنوعها, ومختلف الانتهاكات الجسيمة بحق حياة وحريات المواطنين السوريين, تتزايد معدلات العنف والانتهاكات بحق المرأة بشكل غير مسبوق, فقد ارتُكبت بحقِّها جميع الانتهاكات من القتل والخطف والاختفاء القسري والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري والاعتقال التعسفي, ومع تصاعد التمييز والاضطهاد وتعدد أشكاله الواقعة على النساء في سوريا فإننا نُذكِّر بضرورة استمرار النضال من أجل وَقف جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة سواء كان قانونياً أم مجتمعياً أم اقتصادياً، وبضرورة العمل المتواصل من أجل تغيير الواقع المؤلم وسِّن التشريعات والأنظمة العصرية التي تحد من اضطهاد المرأة واستغلالها مما يفسح المجال لتحريرها, بما في ذلك نيل وممارسة حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافَّة، وبما يتفق مع إمكانيَّاتها وخصائصها الإنسانية، التي أكدت عليها التعاليم والمُثل الدينية والمبادئ والمفاهيم الأخلاقية، والقيم والمعايير الكونيَّة، والقوانين والتشريعات العالمية الإنسانيّة.
إننا في منسقيَّة المرأة في الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا نعلن تضامُننا مع الحملة التي أطلقتها الحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا تحت شعار: “ناضلي لدحر العنف والاحتلال” ونتقدم بالتهاني المباركة لجميع نساء العالم، ونُحيّي نضال الحركات النسائية المحلية والعالمية، ونعبِّر عن تضامُننا الكامل والصادق مع جميع النساء، ونؤكِّد أنَّ كل يوم وكل عام هو للنساء, فلا معبر للسلم والسلام إلَّا بإرادة وحقوق المرأة الحرة.
وإذ نتوجه بالتعازي القلبية والحارَّة لجميع من قضى من المواطنين السوريين، متمنين لجميع الجرحى الشفاء العاجل، ومسجلين إدانتنا واستنكارنا لجميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال والاختفاء القسري, وعلى رأسها الاحتلال بوصفه جريمة ضد الإنسانية وجريمة مضاعفة بحق المرأة.
فإننا نُعلن عن تضامُننا الكامل مع الضحايا من النساء، سواء ممن تعرضن للاعتقال التعسِّفي أو الاختطاف والاختفاء القسري أو اللاجئات وممن تعرضن للاغتصاب, والنساء الجرحى، ومع اُسر الضحايا اللواتي تمَّ اغتيالهن وقتلهن, أو أي نوع من أنواع العنف والأذية والضرر.
منسقيَّة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.