#بيان بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لثورة” 19 تموز”
عانت سوريا ومنذ عهدة البعث من نظام تسلطي مركزي فردي؛ هذا النظام وبعد عقود من سياسات الإقصاء والإنكار بحق السوريين أوصل البلاد لفوضى وأزمة عميقة تمثلت اليوم في واقع صعب على السوريين منذ عشرة أعوام، ناهيكم عن تطور الإرهاب والاحتلال وتحول سوريا لساحة حرب عالمية ثالثة أودت بحلم السوريين في التغيير والديمقراطية نحو المجهول، خاصة في ظل غياب الحل والاستقرار وتحول سوريا لساحة أجندات إقليمية ودولية.
انطلقت ثورة 19 تموز عام 2012 في كوباني لتشمل عموم مناطق شمال وشرق سوريا؛ هذه الثورة استندت إلى ضرورة التغيير الديمقراطي في سوريا وتطوير إدارة المجتمع والحفاظ على وحدته من خلال مشروع أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية الذي يعتبر مشروع النواة لهذه الثورة الديمقراطية وساهم في تحقيق وضمان العيش المشترك ضمن التعدد والاختلاف والتنوع السائد، كذلك تبنت هذه الثورة ضرورة التغيير السلمي وتحقيق تطلعات السوريين دون تمييز مع ضرورة تطوير نظام لا مركزي في سوريا بديل عما ساد لعقود وأهلك البلاد.
تميزت ثورة 19 تموز بأنها و منذ بداية الأزمة في سوريا نأت بنفسها، كثورة مجتمع، عن التدخل في حرب الصراع على السلطة، وتم تبني خط النضال من قبل مكونات شعبنا من أجل سوريا ديمقراطية واحدة موحدة أرضاً وشعباً، وتم رفض كافة الاحتمالات الأخرى التي وبكل أسف انجر لها النظام السوري والقوى التي تسمي نفسها بالمعارضة، وباتوا اليوم في خندق بعيد كل البعد عن خدمة سوريا وشعبها، لا بل يطورون مشاريع ومخططات تعيق الحل والاستقرار وتزيد من المعاناة السورية. كانت ثورة 19 تموز نقطة التحول والمسار الذي عكس حاجة شعبنا والحاجة السورية عامة من خلال التكاتف وأخوة الشعوب وتطوير نظام إداري ديمقراطي تمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية المؤقتة ولاحقاً الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فبروح الثورة الحرة، ثورة أخوة الشعوب، وبعد عقد من الأزمة في سوريا أنجز شعبنا نظاماً نوعياً حافظ على عوامل الوحدة ومنع تطور الإرهاب وقضى على داعش وأعادت المرأة دورها الريادي والهام في المجتمع.
اليوم وبمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لثورة 19 تموز، نتقدم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بالتهنئة لعموم أبناء ومكونات شعبنا ونؤكد على أننا سائرون على أهداف ومبادئ هذه الثورة الحرة، الديمقراطية ملتزمين بنهج شهدائنا؛ وعازمون على حماية مكاسب شعبنا وما تم انجازه من خلال التضحيات الكبيرة التي قدمتها مكونات شعبنا المتعددة، ونؤكد في هذه المناسبة على أننا سنستمر كذلك في العمل حتى تحرير مناطقنا المحتلة عفرين وگري سبي/ تل أبيض وسري كانيية/ رأس العين وعودة أهلنا المهجرين قسراً لديارهم بكل كرامة. بروح ثورة 19 تموز وعنفوانها وقوتها المستمدة من عزيمة وإرادة شعبنا المناضل سنحقق كل الأهداف وسننتصر كما انتصرنا خلال السنوات التي مضت على داعش وجميع مخططات الإبادة والتصفية بحقنا، ننادي أهلنا في شمال وشرق سوريا بالوحدة والتكاتف والاستمرار في الحفاظ على مشروع أخوة الشعوب ووحدتها لأنه السبيل نحو قوتنا جميعاً.
كما نستهل هذه المناسبة ونتوجه بالدعوة إلى كافة الأطراف في سوريا بضرورة التحرر من التبعية والعمل لما يخدم سوريا وشعبها، ونحن في الإدارة الذاتية مستعدون للتعاون والعمل مع أي طرف وطني سوري حريص على تحقيق العدالة والديمقراطية والاستقرار في سوريا، وعازم على طرد الاحتلال وتحرير المناطق المحتلة ومؤمن بضرورة وحدة سوريا الجغرافية والمجتمعية.
نجدد موقفنا بضرورة الحل في سوريا وفق القرار الأممي 2254 ونشجب كل السياسات التي تتم في سوريا من قبل بعض الأطراف لتمرير أجندات خاصة على حساب الشعب السوري وقضيته، نطالب كذلك الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية بفصل الأمور عن بعضها البعض والتعامل مع واقع مناطقنا على أنها مناطق سورية غير معزولة عن سوريا الأم، وتقدير رغبة شعبنا في خياراته التي يدير نفسه بنفسه من خلالها وسط الفوضى والدمار المفتعل في سوريا.
كل عام وشعبنا بخير
تحية لأرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة، ثورة 19 تموز
بروح ثورة 19 تموز سننتصر
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
عين عيسى
18 تموز 2021